مساكينُ عُشاقُ الليل
يهيمونَ بآهاتِهُم وألآآآآآآآآآمِهِم
و يسرقونَ لحظاتّ الهدوء مع ظُلمة الليل
و اجواءُ الكون عاتمهٌ
و تأسُرهُم آهاتُ الغرام وسطُ دهاليزهُ
و تبتدئ رحلة العذاب
و تنهيدةُ الآهاتُ المكبوتةُ داخلُ كيانهُم يبكون للقمر
و يشتكون لهُ مُعاناةُ غرامِهم
و يُحاتون هدوئهُ
و تلتفُ النجومُ حولُ القمرُ لتستُرقُ بعضُاً من تلكَ الحُروفُ المُتناثره
لتُخففُ جُزءٌ بسيطُ مما يحملهُ القمر من مُعاناتِهم أللتي أقحموهُ بها سُهار الليلُ
و حمل أثقالِهم ليُخففُ عنهُم الأساطيرُ الخُرافيةُ
و هُم يتهالكون تحتُ سكون الليلُ
و ظلامهُ الدامس
و القمرُ خافتٌ ضوءهُ ليخترقُ ذلكَ الظلامُ
و تبدأُ رحلتِهم بأنحدار دموع أعينهُم فوقَ أوجانِهم
و تتجرحُ الأوجانُ مما تحملهُ دموعِهِم التي أتعبُها اليآآآآآسُ من جريُ السنين وهروبِها عنهُم
و عدم وصولهُم لما يطمحون لهُ
و تظلُ سُكك الحُبُ شائكةٌ
و مساراتُها مُتعرجة
و مسافاتُها مُتباعدةُ
و معاييرُ قياساتُها صعبةٌ فالقمرُ جميلٌ حينما تتحلقُ حولهُ النجومُ فتبقى المرأةُ جميلةٌ جداً بأنوثَتِها الناعمة
و رقةُ أحاسيسُها الخياليةُ الصادقةُ حين تهيمُ في بحرَ حُبها ذي الأمواجُ الهادئةُ و عنفوانهُ الناعمُ
و يسيرون بجانبِ شواطئهُ ليكتبوا مُعاناتِهم بأناملُ أقدامِهم على ذلك الشاطئُ و يُمحى ماكتبوه مدُ البحرِ
وجزرهِ ما تخطهُ أناملُ أقدامهِم فالحُب جميل من أخمصُ القدمين إلى حدقةُ العين
حينما تخطُ تلك الأقدامُ مُعاناتها و حينما تتبحلقُ الأعينُ بمدِ نظرُها إلى القمر
و عندما يرسي مركبُ [الحُب] جانبُ شاطئُ الغرام ليبحرَ الهائمونَ
و سطُ تلكَ البحارُ يبحثونَ عن جزيرةٌ تحتويهُِم بعيداً عن أعيُن المُتطفلين
و الحُساد
و يرسي المركبُ جانبُ شاطئُ جزيرةُ الغرام
والتي تكتظُ بها شموخُ الأشجارُ المعمرةُ وخرير المياهُ العذبةُ تنبعُ من عينٌ أعتلت قمةُ تل
وأنحدرت مياهُها لتشكلُ نهراً صغيراً تتسربُ و تتدفقُ إليهُ مياه تُلكَ العين ليقاومُ الحياةُ كُل من يرسي مركبهُ حول هذهِ الجزيرةُ
فلا تتفاجئون حينما تظهرُ لكُم هياكلُ العظامُ المُتعانقةُ
و قد تحللت جثامينُها فأن ما شاهدتموهُ أنما هُم ضحايا العُشق في جزيرةُ العُشاق
فقلوبُ العُشاق ضعيفه عندما يستنشقونُ أُكسجينُ تلك الجزيرةُ فهُم مساكين أينما أبحرت
و حلت مراكبهُم المُتهالكةُ فقلوبهُم مُرهفةٌ
و لا كنُها لاتهابُ المُغامراتُ المُميتة
و هُم من يسترقون السكون ليتهامسوا [همس] المُحبين
فمن أينُ أتيتي أيتُها (الهامِسةُ)
أئتتي من سكون الليلُ
أم من بحرُ الغرام
أم من جزيرةُ العُشاقُ التي يهلكُ بها العُشاقُ الهائِمون
فضوءُ القمرُ الخافتُ هي عيناكِ الناعسةُ وسكونُ الليلُ هي المرأةُ فأنتي أمرأةٌ
والمرأةُ سكنٌ
وبحرُ العُشاق صدرُكِ الغارقُ بأنفاس الآهات البديعةُ
و نهرُ الجزيرةُ الذي يتدفقُ بأعذبُ المياهُ هو قلبُكِ ذي الأفاقُ المُتسعةُ
والشموخُ المُتعالي بطبيعتُكِ الأنثويةُ فهنيئاً لتلكَ القُلوب المُغرمةُ والمُشتعلةُ بحرارةُ الغرام
ولا تهابُ هلاكُها تلك القلوب فلهُم حُريتهُم بمُمارسة طقوسِهم الغراميةُ الخاصةُ بِهم وسطُ هذهِ الجزيرةُ
فمركبهُم تائهٌ وسطُ البحرُ تُلاطمهُ أمواجاً عنيفةٌ وتتركهُم يلقوا مصيرهُم المحتومُ كما سبق لمن قبلهُم
فالعشقُ آفةٌ جميله بمغامراتهُ المُميته
فآفتهُ قد تُجبرهُم ألى أن يُهاجرَ العُشاقَ إلى جزرُاً هُم يثقون بأن هلاكهُم
وسطُ تِلكَ الجزيرةُ الخُرافيةُ فالسهرُ يعشقهُم و يعشقونهُ ..!؟