مكانٌ لكمْ في القلـبِ أيُّ مكـانِ ِ
فياليتَكـمْ والقـلـبَ تجْتَمِـعـان ِ
تعَوَّ دتُما منّـي جفـافَ مدامعـي
وعوَّدْ تُما قلبي علـى الخفقـان ِ
وأسْرَجْتُما ضوئيْن ِ خلفَ مطامِحي
إلـى آخـرِ الأيـام ِ يتّـقِـدان ِ
وسهّلْتما لي في اكتِشـافِ حقيقـةٍ
فمـاذا بهـذا العـودِ تكتَشِفـان ِ؟
وفرّقتُمـا بينـي وبيـنَ تخَـوُّفٍ
وألّفتُمـا بينـي وبيـنَ أمــان ِ
وخاطَرتُما أنْ تزرَعـا بجوانِحـي
كياناً - فمَنْ مِنْ بَعْدِكُـمْ لكيانـي؟
تسيران ِ مثلَ السَّيْل ِ في نبَضَاتِنـا
وفي الجسْم ِ مثلَ الروح ِ تنْتَقِلان ِ
نهاري لكمْ ليلٌ وصَيْفِـي شِتاؤُكـمْ
إلى حدِّ هـذا الحـدِّ مختلِفـان ِ؟
ولكِنَّنا رغـمَ اختِـلافِ خطوطِنـا
حبيبـان ِ مُنسَجمـان ِ مُتفِـقـان ِ
وجسْمان ِ منّـا كارهَيْـن ِ تَفَرّقـا
وقلبان ِ حتّى المـوتِ مُجْتمِعـان ِ
لكمْ أثـرٌ بـاق ٍ علـى صَفحَاتِنـا
وتَحْتَ نوايانـا وفـوق َ لسانـي
وعينان ِ منّا تجريـان ِ تشـوّ قـاً
وكفاّن ِ مثلَ السّعْـفِ يرتجفـان ِ
وهذي خطاكمْ لا يـزالُ عبيرُهـا
تصَلّي علـى أنسامِـهِ الرئتـان ِ
بعيدونَ جـدّاً لا الطيـورُ تنالُكـمْ
ولا قدرة ٌ عندي على الطيـران ِ
وحينَ التقينا زالَ نصْفُ همومِنـا
وقلنا أتانـا السّعـدُ بعـدَ زمـان ِ
وقد نِلتما جزئيـن ِ مِـنْ نظَراتِنـا
وهـا أنتمـا العيْنيْـن ِ تقْتسِمـان ِ
أتيتمْ لنا والشّمسُ جاءتْ وراءكـمْ
كأنّكمـا و الشّمـسَ متّـحِـدان ِ
تزَوِّدُ أنتَ الشّمسَ كِبْراً ورفعـة ً
وتملؤهـا نسـريـنُ باللمَـعـان ِ
وشمسـان ِ كـلٌّ منهمـا بمـدارِهِ
يكـادان ِ بالأنـوارِ يحتـرِقـان ِ
وقد أقلعـتْ عنّـا غيـومٌ كثيفـة ٌ
وطلّتْ علينا الشمـسُ والقمـران ِ
نَبُـوءُ بأفـيـاءٍ ودفءِ أشِـعَّـةٍ
ورقّـةِ أنسـام ٍ وعطـرِ جنـان ِ
فلمّا تبـدّى المـاءُ فـوقَ جباهِنـا
صَحوْنا- إذِ الأحلامُ بضْعُ ثوانـي
وقفنـا نُعَـزّي نفسَنـا بغِنائِـنـا
نقولُ وقدْ كـانَ العـزاءُ أغانـي
نهاران ِ لايجري اللقـاءُ عليهِمـا
وحيّـان ِ يفتـرِقـان ِ يلتقِـيـان
ل/وحيد خيون